وطـنـي24 / عـزيـز بـالـرحـمة
أبهر عامل عمالة المحمدية، السيد عادل المالكي، الحضور خلال أشغال الدورة الواحدة والخمسين للجنة الإقليمية للتنمية البشرية، المنعقدة صباح اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 بمقر العمالة، بما قدّمه من عرض دقيق وشامل حول وضعية المشاريع المنجزة وتلك قيد التنفيذ، وبالمستوى العالي من الإلمام بالمعطيات الترابية والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية داخل الإقليم.
وقدّم السيد العامل، في كلمته التوجيهية، قراءة دقيقة لمؤشرات تقييم وقع المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مسلطاً الضوء على تأثيرها المباشر في تحسين جودة عيش الفئات الهشة والشباب والنساء، مؤكداً أن المبادرة “تُعدّ ورشاً ملكياً متجدداً يهدف إلى محاربة الهشاشة وتعزيز الكرامة الإنسانية وترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية”.
وأشاد السيد المالكي بالمجهودات المبذولة من طرف مختلف المصالح الإقليمية والسلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني، داعياً إلى مزيد من التنسيق والتعبئة الجماعية لتجاوز الإكراهات الميدانية وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المفتوحة.
وفي هذا الإطار، شدّد عامل الإقليم على أن المرحلة الراهنة تقتضي حلّ مشاكل المشاريع المتوقفة أو التي لم تُفتح بعد في وجه المواطنين رغم رصد ميزانيات مهمة لها، مؤكداً أنه “لن يتم إطلاق أي أوراش جديدة قبل معالجة كل الملفات العالقة وإعطاء الأولوية للمشاريع الجاهزة للتنفيذ”.
كما دعا إلى فتح المرافق العمومية المغلقة أمام الساكنة وتمكين المواطنين من الاستفادة منها في أقرب الآجال، مع الحرص على توجيه الموارد المالية نحو المشاريع ذات الأثر المباشر على الحياة اليومية للأسر الهشة.
وفي سياق متصل، أوصى المالكي بتحقيق العدالة المجالية في توزيع الميزانيات وعدد المشاريع بين الجماعات التابعة للعمالة، مؤكداً أن التنمية “يجب أن تشمل كل مناطق الإقليم على قدم المساواة، دون تمييز أو إقصاء”.
كما دعا إلى عقد الاجتماعات المقبلة على مستوى الباشويات قصد تعزيز المقاربة التشاركية والعمل الميداني القريب من المواطنين.
وخلال اللقاء، أبدى عامل المحمدية اهتماماً خاصاً بالمشاريع المبتكرة التي يقترحها الشباب، موجهاً لهم جملة من النصائح العملية والتوجيهات لتسهيل تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية، وتشجيعهم على تجاوز الصعوبات الإدارية المرتبطة بالإجراءات أو التصاريح.

واعتبر أن دعم حاملي المشاريع الشباب “ركيزة أساسية في تحقيق التمكين الاقتصادي وإرساء مقومات المقاولة المواطِنة”.
كما أكّد على ضرورة مواكبة النساء والفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة عبر مبادرات واقعية ومستدامة تضمن لهم الاستقلالية الاقتصادية والاندماج الاجتماعي، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية والاستراتيجية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وشهد الاجتماع نقاشاً واسعاً بين مختلف الفاعلين من المصالح الخارجية وجمعيات المجتمع المدني، حيث تم التداول في سبل تحسين تدبير المشاريع وضمان استدامتها. وقد شدّد العامل على رفع الدعم المخصص لجماعتي سيدي موسى المجدوب وسيدي موسى بنعلي لما تعرفانه من خصاص في بعض المرافق الاجتماعية والرياضية.
وفي ختام أشغال الدورة، صادقت اللجنة بالإجماع على البرنامج الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعد إدخال تعديلات على بعض بنود الميزانية وفق الأولويات التي حددها عامل الإقليم، في أجواء توافقية عكست روح المسؤولية والانخراط الجماعي في إنجاح هذا الورش الملكي الكبير.
وقد أشاد الحاضرون بأسلوب عامل المحمدية، الذي جمع بين الدقة في الأرقام والرؤية الاستراتيجية والتمكن من المعطيات الميدانية، مؤكدين أن تدخله يعكس قيادة ترابية متميزة تنبني على الإنصات، والتقييم الواقعي، والتخطيط العقلاني لتحقيق تنمية حقيقية على صعيد تراب عمالة المحمدية.
وطني 24 جريدة الكترونية مغربية شاملة
