بقلم / عبد الرحيم لعويسي
في هذا العام، خاطب جلالة الملك شعبه بنداء ملؤه الحكمة والرأفة، حاثًّا إيّاهم على الرأفة بالثروة الحيوانية الوطنية.
قال جلالة الملك: “ارفقوا بما تبقّى من الثروة الحيوانيّة الوطنية… لا تذبحوا هذا العيد، فالأعداد انهارت، والماشية أنهكها الجفاف، والناس أنهكهم الغلاء.”
ولكن، هل استجبنا لهذا النداء؟
بدلًا من الاستجابة لنداء جلالة الملك، اندفع الشعب خلال الأسبوع الذي سبق العيد إلى الأسواق والمجازر وأبواب الشاحنات، في ملحمة وطنية جماعية من النحر والتخزين والتجميد.
خرفان نُحرت في السر والعلن، ولحوم بيعت بكميات مهولة، وارتفعت أسعار الأحشاء حتى صارت تنافس سعر تذكرة طائرة من فرنسا إلى المغرب.
تحوّلت الأسواق إلى ساحات ذبح مصغّرة، واختفت الخرفان من الحظائر لتظهر ممدّدة في ثلاجات البيوت، ملفوفة بالبلاستيك.
حتى تجّار المواشي اندهشوا من حجم الذبح، وقال أحدهم: “كنّا نظن القطيع هلك، فإذا به يُذبح مجدّدًا!”
هل حافظنا على الثروة الحيوانية؟ نعم… في المعدة.
يبدو أنّ الجواب هو لا، فقد تم ذبح الكثير من المواشي، وتم استهلاك الكثير من الثروة الحيوانية الوطنية.
هل كان هذا بسبب عدم وعي الشعب بأهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية؟ أم كان بسبب عدم وجود بدائل كافية للحوم؟
في النهاية، يبقى السؤال قائمًا: هل استجبنا لنداء جلالة الملك؟ وهل حافظنا على الثروة الحيوانية الوطنية؟ يبدو أن الإجابة هي لا.
ولكن علينا أن نفكّر في المستقبل وكيفية الحفاظ على هذه الثروة.
يقول أحد المواطنين: “كنّا نأمل أن يستجيب الجميع لنداء جلالة الملك، ولكن يبدو أن الجشع والرغبة في الربح كانتا أقوى.”ويضيف آخر: “علينا أن نفكّر في المستقبل ونحافظ على الثروة الحيوانية الوطنية، فهي ثروة ثمينة يجب أن نحافظ عليها.”
لقد حافظنا عليها بشراسة… حتى آخر ضلع.
يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات فورية لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الثروة، كما يجب على الشعب أن يتحمّل مسؤولياته ويعمل على الحفاظ على هذه الثروة من أجل الأجيال القادمة.
ووداعًا أيها الخروف الوطني.