الأسود يزأرون بالعلامة الكاملة ويكتبون التاريخ بـ16 انتصاراً متتالياً

وطني24 – عزيز بالرحمة

أنهى المنتخب الوطني المغربي مشواره في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 بالعلامة الكاملة، بعدما تفوق، مساء الثلاثاء، على منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف دون رد، في المباراة التي احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم الجولة العاشرة والأخيرة من التصفيات.

هدف اللقاء الوحيد حمل توقيع المهاجم يوسف النصيري في الدقيقة 63، بعدما حول تمريرة عرضية متقنة من القائد أشرف حكيمي إلى شباك الحارس الكونغولي، مانحاً “أسود الأطلس” فوزهم الثامن على التوالي في مشوار التصفيات، والـ16 على التوالي في جميع المسابقات الدولية، في رقم قياسي غير مسبوق على الصعيد العالمي.

وبهذا الانتصار التاريخي، واصل المنتخب المغربي تصدره للمجموعة الخامسة برصيد 24 نقطة، بعدما ضمن بطاقة التأهل إلى المونديال منذ الجولة السابعة إثر فوزه الكاسح على النيجر بخماسية نظيفة. غير أن رفاق حكيمي لم يكتفوا بإنجاز العبور المبكر، بل بصموا على مسار استثنائي أكد من جديد مكانة الكرة المغربية قارياً وعالمياً، ليصبحوا أول منتخب في التاريخ يحقق سلسلة من 16 انتصاراً متتالياً، متجاوزين الرقم السابق المسجل باسم ألمانيا (2010-2011) وإسبانيا (2008-2009).

ومنذ الدقائق الأولى للمواجهة، فرض “الأسود” إيقاعهم العالي على أطوار اللقاء، حيث كاد إسماعيل الصيباري أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الثانية بعد تمريرة عرضية من إبراهيم دياز، غير أن تسديدته مرت جانبية عن المرمى.

وتواصل الضغط المغربي طيلة الربع ساعة الأولى، وسط تكتل دفاعي للمنتخب الكونغولي الذي اكتفى بالهجمات المرتدة، أبرزها تسديدة بعيدة في الدقيقة 27 لم تقلق راحة الحارس ياسين بونو.

واختار الناخب الوطني وليد الركراكي الدفع بسفيان الكراوني في مركز الظهير الأيسر، بينما بدأ بحمزة إيكمان في خط المقدمة، قبل أن يعمد في الجولة الثانية إلى إدخال يوسف النصيري مكان إلياس بن الصغير لتعزيز القوة الهجومية، وهو التغيير الذي أثمر هدف الفوز بعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني.

ومباشرة بعد الهدف، أجرى الركراكي سلسلة تغييرات بإشراك إلياس أخوماش وآدم ماسينا وأيوب الكعبي مكان جواد الياميق وحمزة إيكمان وعبد الصمد الزلزولي، في محاولة لتأمين النتيجة ورفع النسق الهجومي، حيث خلق المنتخب المغربي فرصاً عديدة عبر الصيباري وأخوماش والكعبي، لكن التسرع والتكتل الدفاعي الصلب للكونغوليين حال دون مضاعفة الحصيلة.

بهذا الانتصار، يختتم المنتخب المغربي مرحلة التصفيات بإنجاز مزدوج: تأهل مستحق إلى مونديال 2026 بالعلامة الكاملة، ودخول سجل التاريخ من بابه الواسع كأول منتخب في العالم يحقق سلسلة 16 فوزاً متتالياً، مؤكداً أن جيل الركراكي لا يكتفي بالمشاركة، بل يصنع أمجاد الكرة المغربية بعزيمة لا تهدأ.

أثبت وليد الركراكي مرة أخرى أن مشروعه مع “أسود الأطلس” ليس وليد صدفة ولا طفرة عابرة.

فأسلوب اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي والثقة المتبادلة بين اللاعبين والمدرب حولت المنتخب إلى آلة انتصارات لا تتوقف، تمزج بين النجاعة والروح القتالية.
وقد نجح الركراكي في خلق توليفة متجانسة تجمع بين خبرة المحترفين في الدوريات الكبرى وطموح الوجوه الصاعدة، معتمداً على مبدأ “من يُقاتل في التداريب يلعب في الميدان”.

هذا الأداء المتوازن في جميع الخطوط جعل المنتخب المغربي نموذجاً يحتذى في القارة الإفريقية، ورسالة واضحة مفادها أن الأسود باتوا رقماً صعباً في معادلة الكرة العالمية، لا يكتفون بتمثيل القارة، بل يسعون إلى قيادتها من منصة الكبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Managed by Immediate Bitwave