بوجدور تحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء… احتفالات وطنية وروح الانتماء تتجدد

تعيش مدينة بوجدور هذه الأيام على إيقاع حركية غير مسبوقة، استعدادًا للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء تعبئة جماعية تعكس اعتزاز الساكنة بهذا الحدث الوطني الكبير، وتجسد عمق ارتباطهم بالوحدة الترابية للمملكة.

ففي المدينة التي كانت من أول الثمار المباركة للمسيرة سنة 1975، تتحول الشوارع إلى لوحات فنية مزدانة بالأعلام الوطنية، وتنبض الساحات بروح الاحتفاء، بينما تواصل مختلف المؤسسات والجمعيات وضع اللمسات الأخيرة على برنامج احتفالي ضخم يليق بالمناسبة.

🔹️تعبئة ميدانية بتنسيق محكم

يقود أحمد خيار، رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور، سلسلة اجتماعات تنسيقية مع السلطات المحلية والمنتخبين وممثلي المصالح الخارجية، لتسطير برنامج غني ومتنوع يشمل أنشطة ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية.

مصادر “وطني24 ” أكدت أن هذه الاجتماعات تُجرى في أجواء من الانخراط التام والتعاون بين جميع المتدخلين، حرصًا على إنجاح الاحتفالات وترسيخ صورة بوجدور كمدينة تعيش نبض الوطن في كل محطة وطنية.

🔹️انخراط واسع للمجتمع المدني

وفي موازاة ذلك، تشهد المدينة دينامية ميدانية لافتة، إذ انخرطت الجمعيات والتعاونيات النسائية والشبابية في مبادرات تطوعية لتزيين الأحياء وتنظيف الفضاءات العمومية، استعدادًا للعروض والكرنفالات التي ستجوب المدينة خلال أيام الاحتفال.

كما تستعد عدد من التعاونيات لتنظيم معارض للمنتوجات الحرفية والمحلية، في مبادرة تبرز غنى التراث الحساني وأصالة الموروث الثقافي والاجتماعي بالمنطقة.

🔹️بوجدور.. مدينة التحدي والإصرار

لم تكن بوجدور يومًا مدينة عادية، فهي رمز من رموز الصحراء المغربية الحديثة، ومرآة لمسار التنمية الذي بدأ منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية سنة 1975.

في الثمانينيات، أطلقت أوراش التهيئة الكبرى وبُني الميناء الذي تحوّل اليوم إلى رافعة اقتصادية رئيسية.

وفي التسعينيات، توسعت المدينة عمرانياً، قبل أن تدخل العهد الجديد بمشاريع مهيكلة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخطط تنمية الأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس.

اليوم، تقف بوجدور بثقة كقطب تنموي صاعد في مجالات الصيد البحري والطاقات المتجددة والسياحة البيئية، وتستعد لتأكيد حضورها كمدينة تنبض بالحياة وتستمد قوتها من روح المسيرة الخضراء.

🔹️برنامج متنوع يحتفي بالذاكرة الوطنية

البرنامج الاحتفالي المرتقب يشمل ندوات فكرية حول رمزية المسيرة الخضراء والوحدة الوطنية، وسهرات فنية بمشاركة فنانين وفرق فولكلورية حسانية، إضافة إلى سباقات رياضية ومعارض للفنون التشكيلية والمنتوجات المحلية.

وسيكون الكرنفال الشعبي الذي سيجوب الشوارع الرئيسية للمدينة ذروة الاحتفالات، بمشاركة تلاميذ المدارس وجمعيات الفروسية وفرق التراث المحلي، في أجواء وطنية تعبّر عن فخر الساكنة بانتمائهم للوطن الأم.

🔹️بوجدور تجدد العهد

بعد خمسين سنة على انطلاق المسيرة الخضراء، تواصل بوجدور رفع شعارها الراسخ: “بوجدور… مدينة التحدي والإصرار”.

ومن خلال هذه التعبئة الواسعة والاستعدادات المتواصلة، تؤكد المدينة أن روح المسيرة المظفرة لا تزال تنبض في وجدان أبنائها، وأنها ماضية بثبات على درب البناء والتنمية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Managed by Immediate Bitwave