الدار البيضاء : عزيز بالرحمة
احتضن قبل قليل من يومه الثلاثاء 3 دجنبر 2024 فندق إيدو أنفا بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ندوة نظمتها منظمة النساء الاتحاديات، خصصت لتسليط الضوء على ظاهرة العنف ضد النساء وآثارها الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.
وقد أثارت الكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات، حنان رحاب، خلال مداخلتها، انتباه المشاركين إلى التكلفة الباهظة التي يخلفها هذا العنف، داعية إلى تدخل عاجل وشامل لمعالجة هذه الظاهرة.
وفقًا لمعطيات المندوبية السامية للتخطيط لعام 2019، بلغت التكلفة المباشرة للعنف الجسدي والجنسي حوالي 2.85 مليار درهم، تشمل نفقات العلاج الصحي، الدعم النفسي، والخسائر المادية المرتبطة بالممتلكات.
وفضلاً عن ذلك، فإن التكاليف غير المباشرة، التي تتمثل أساسًا في فقدان الإنتاجية الناتج عن غياب النساء عن العمل، تُقدر بحوالي 517 مليون درهم سنويًا.
وأشارت الورقة إلى أن العنف الزوجي يستحوذ على النصيب الأكبر من هذه التكاليف بنسبة 70%، يليه العنف في الأماكن العامة بنسبة 16%.
هذه الأرقام تؤكد أن العنف ضد النساء لا يشكل فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل يعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعمق هشاشة الأسر.
تطرقت حنان رحاب أيضًا إلى ظاهرة العنف الرقمي، الذي بات يشكل تهديدًا جديدًا للنساء.
التحرش الإلكتروني، الابتزاز الرقمي، والخطابات المحرضة على الكراهية تمثل أوجهًا أخرى للعنف، تُضاف إلى القائمة التقليدية.
وأكدت أن هذه الأشكال المستجدة تُقيد النساء وتحد من مشاركتهن في الحياة العامة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل الجهات المعنية.
رغم التقدم المحقق في مجال حقوق النساء، أكدت منظمة النساء الاتحاديات أن الجهود المبذولة ما زالت دون المستوى المطلوب.
ودعت إلى تعزيز التشريعات وتفعيل سياسات عمومية تعتمد على التعليم والإعلام كوسيلتين محوريتين لنشر الوعي بخطورة هذه الظاهرة.
اختتمت الندوة بدعوة صريحة للحكومة والمؤسسات العمومية إلى اتخاذ تدابير حازمة وشاملة لمواجهة العنف ضد النساء.
وشددت المنظمة على أن حماية النساء وتمكينهن يمثلان استثمارًا ينعكس إيجابيًا على التنمية المستدامة والمجتمع ككل.
العنف ضد النساء ليس مجرد جريمة خفية؛ بل هو معضلة مجتمعية تهدد مسار التنمية والعدالة في المغرب، ما يستدعي إرادة سياسية قوية وخططًا جريئة لوضع حد لهذه الظاهرة.