“توقيع كتاب “ناس الغيوان: أصوات تشبه المغرب” احتفاء بذاكرة فنية مغربية خالدة

وطني24 – هاجر كريم العلوي 

شهدت قاعة جهة الدار البيضاء يوم الأربعاء 27 نونبر 2024 حدثًا ثقافيًا استثنائيًا، حيث تم توقيع كتاب “ناس الغيوان: أصوات تشبه المغرب” لمؤلفه الأستاذ حسن حبيبي.

الحفل، نظم ضمن فعاليات مهرجان “أرواح غيوانية”، وهو يوثق لتجربة مجموعة “ناس الغيوان” الشهيرة، كما يشكّل ايضاً خطوة مهمة في الحفاظ على ذاكرة فنية شكلت وجدان المغاربة لعقود.

في حديث خاص مع جريدتنا، وصف الأستاذ حسن حبيبي هذا الحدث بـ”لحظة استثنائية تحمل معاني عميقة”، وأوضح أن توقيع الكتاب ليس فقط مناسبة احتفالية، بل هو أيضًا فرصة لتكريم التراث المغربي وإحياء ذاكرة جماعية تعكس غنى الثقافة المحلية.

وأضاف: “هذا الحدث يمثل بالنسبة لي تأكيدًا على قوة الإبداع المغربي الذي يعكس أصوات المجتمع وأحلامه وتحدياته.

أما رسالتي للحضور والمشاركين فهي رسالة امتنان وتقدير، لأن هذا العمل لم يكن ليكتمل دون دعم كل من آمن بأهمية توثيق تجربة ناس الغيوان، سواء كجمهور أو باحثين أو فنّانين.

حضورهم اليوم هو شهادة حيّة على أن الغيوان هي ثقافة ووجدان عابر للأجيال”.

جمع الحفل بين مختلف أطياف المجتمع الثقافي والفني، من طلبة وأساتذة جامعيين وصحفيين، وباحثين، بالإضافة إلى وجوه بارزة من المجتمع المدني.

وقد تميز الحفل بحضور الفنان عمر السيد، الذي شكّل وجوده لحظة مؤثرة بالنسبة للمؤلف وللحضور، حيث أسهم بشكل بارز في تأسيس الهوية الفنية لمجموعة “ناس الغيوان”.

استرجع السيد في مداخلته ذكريات عن بدايات المجموعة، مؤكدًا اعتزازه بهذا العمل الذي سلط الضوء على زوايا مهمة من مسار “ناس الغيوان”.

تولى تقديم الحفل الصحفي عزيز المجدوب، الذي أدار النقاش حول الكتاب.

كما حضر الحفل الكاتب والناقد المسرحي محمد بهجاجي الذي يُعتبر من أبرز الأسماء في الحقل الثقافي المغربي، نظير مسيرته الحافلة بالمساهمات النقدية والمسرحية، مشيدًا بأهمية هذا الكتاب، كما أكد أن “هذا العمل يشكل مرجعًا أكاديميًا لفهم التراث الفني المغربي وإبراز أهمية التوثيق الثقافي”.

من جانبه، أكد الأستاذ حسن حبيبي أن الرسالة الأساسية التي أراد إيصالها من خلال هذا العمل هي أن “ناس الغيوان هي مرآة صادقة للروح المغربية، بآلامها وآمالها، بماضيها وحاضرها”.

وأضاف: “أردت تسليط الضوء على هذه التجربة الفريدة التي مزجت بين الموسيقى، الشعر، والفكر، لتقدم نموذجًا ثقافيًا أصيلًا ينبع من واقع محلي يمتد للعالمية وللإنسانية جمعاء.

أما عن أهمية التوثيق الأكاديمي، فأراه ضروريًا للحفاظ على هذا التراث من النسيان، ولإتاحته للأجيال القادمة كمرجع ثقافي وفني”.

ولم يقتصر الحفل على توقيع الكتاب بل تحول إلى فضاء للنقاش الثقافي الهادف، حيث تبادل الحاضرون وجهات النظر حول مضمون الكتاب ودوره في تقديم قراءة جديدة للموسيقى المغربية باعتبارها مرآة للمجتمع وتحولاته.

وأجمعوا على أهمية توثيق تجربة “ناس الغيوان” باعتبارها تجربة فنية تتجاوز حدود الموسيقى إلى التأثير في الوجدان الشعبي والهوية الثقافية.

اختُتم الحفل بتوقيع الأستاذ حسن حبيبي نسخًا من الكتاب وسط أجواء احتفالية مميزة، مفعمة بالحماس والاعتزاز.

كما كان الحدث مناسبة لتبادل الأفكار بين الحاضرين من مختلف الأجيال، واستعادة ذكريات تعكس الأثر العميق لمجموعة “ناس الغيوان” في قلوب المغاربة.

وقد رأى الحاضرون في هذا العمل توثيقًا ذا قيمة عالية، حيث أكد أهمية البحث والتوثيق الأكاديمي في تعزيز الوعي بالهوية الثقافية المغربية، وإبراز المكانة التي تحظى بها مجموعة “ناس الغيوان” كأيقونة فنية خالدة.

كتاب “ناس الغيوان: أصوات تشبه المغرب” يثبت مرة أخرى أن التراث الفني المغربي هو مرآة صادقة لروح المجتمع وذاكرته، ما يجعل الحفاظ عليه مسؤولية يتوارثها جيل بعد جيل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Managed by Immediate Bitwave