تُعتبر التبوريدة من أبرز الفنون التراثية التي تُجسد تاريخ المغرب وثقافته العريقة. يعود هذا الفن إلى قرون خلت، حيث كان يُستخدم كعرض للقوة والمهارة العسكرية، ليصبح لاحقاً جزءاً لا يتجزأ من التقاليد المغربية المرتبطة بالمناسبات الوطنية والدينية،التبوريدة، التي تتجمع فيها جمال الخيول الأصيلة مع رشاقة الفارس ودقته في التحكم، تحظى بتقدير كبير من المغاربة، وتعتبر رمزاً للهوية الثقافية المغربية.
في هذا السياق، تألقت سربة المقدم يونس الفاتحي خلال فعاليات المهرجان الثقافي والسياحي المنصورية في إقليم بنسليمان في نسخته السادسة عشرة، حيث قدّمت عروضاً مبهرة في فن التبوريدة على محرك عبد الإله الصافي، الذي استضاف انطلاق هذه العروض. أبانت السربة على مستوى عالٍ من الأداء، ما جعلها تحظى بإعجاب واسع من الجماهير الحاضرة.
سربة المقدم يونس الفاتحي تنتمي إلى قبيلة المذاكرة بجماعة مليلة التابعة تربيا لاقليم بنسليمان، وهي واحدة من السربات التي تحافظ بشدة على العادات والتقاليد الموروثة في فن التبوريدة. هذا الالتزام بالموروث الثقافي جعل السربة تتميز في الأداء الميداني وتبرز كأحد الفرق الرائدة في هذا المجال.
المهرجان، الذي يعدّ مناسبة سنوية لاستعراض مهارات الفرق المختلفة في التبوريدة، يسهم في تعزيز التراث الثقافي المغربي ويعد جسرًا للتواصل بين الأجيال، حيث يعكس التزام هذه السربات بالحفاظ على تقاليد الأجداد وتوارثها عبر الأجيال.
بهذا الأداء المميز، تواصل سربة المقدم يونس الفاتحي تعزيز مكانتها كإحدى السربات البارزة في هذا الفن العريق، محافظة على تراث الأجداد ومقدمة عروضًا تستحق الإشادة في كل مناسبة تشارك فيها.