أن تصرخ يعني أنك تتألم، أن تملأ الدنيا نعيقا ونباحا يعني أنك شعرت بالخيبة والهزيمة، ذاك حال الحملة الإعلامية المسعورة التي تشنها أبواق النظام العسكري الجزائري في حق المملكة المغربية الشريفة. لقد هالهم حجم الإنجازات والمشاريع والاستثمارات ببلادنا لذا بتنا نتصادف مع مجموعة مقالات تافهة هزيلة المستوى والمضمون يقطر حقدا وحسدا لكونه كُتب بمداد الكراهية.
لقد أوجعتهم مكانة المغرب الرفيعة بين الأمم، وانبروا يدبجون سيلا من الأكاذيب والترهات.
لقد أعماهم الحسد حين أصبح المغرب قبلة للعديد من اللقاءات الدولية ومنطقة جذب سياحي واقتصادي وتألق رياضي، ناهيك عن الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية التي حققت اختراقات قوية في إدارة ملف النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
إن الإنجازات والانتصارات التي تحققها الرياضة المغربية تقض مضجع جارة السوء.
هكذا انبرت جريدة «الشروق» الجزائرية تنفث سمومها على الجامعة الملكية لكرة القدم وعلى رئيسها فوزي لقجع، حين خرجت في مقال لها ليوم 08/12/2023 تشير إلى أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أصبح يعيش حالة من التسلط والتسيب نتيجة الترشيحات الأخيرة لجوائز «الكاف» التي خالفت التوقعات حسب رأيها، حيث تم «إبعاد» رياض محرز من الثلاثي الذي ينافس على جائزة أفضل لاعب إفريقي، كما تم «إبعاد» فريق اتحاد العاصمة من ثلاثي أفضل فريق، مدعين أنهم الأحق بنيل الجائزة! وتوجهت جريدة «الشروق» باللوم والعتاب بل والتجريح في المنظومة الكروية الإفريقية وإفريقيا عموما حين كتبت: «اتضح التوجه الجديد للقارة السمراء أو بالأحرى القارة المغربية التي أبرزت عداءها تجاه كل ماهو جزائري». وتابعت تقول: «إنه العداء الشديد تجاه كل ماهو جزائري نتيجة لعبة الكواليس، وهو ما أدى إلى ظلم تحكيمي أبرزه بطل اللقاء الفاصل أمام الكاميرون، باكاري قاسما»، معتبرة أن «الخضر أبرز المرشحين لنيل البطولة الإفريقية القادمة، موجهة نداء إلى الفيفا من أجل التحرك لأن الكاف أصبحت جزءً من المخزن».
تلك بعض من الهلوسات التي جاءت في صحيفة «الشروق» الجزائرية وغيرها كثير حيث الحط من نجوم الكرة العالميين المغاربة ومن ملحمة الفريق الوطني لكرة القدم وكل فرقنا الوطنية في مختلف الميادين والتخصصات والتي تظهر مدى المرض المزمن الذي تعاني منه جارة السوء التي تحمل اسم «العقدة المغربية».
ورغم ذلك, فإن قافلة المغرب الرياضية تسير بخطى ثابتة، باعتبارها آلية ناعمة لتكريس إشعاع المغرب إقليميا ودوليا، آخرها الترشح المشترك لتنظيم كأس العالم في كرة القدم عام 2030 واستضافة بطولات دولية، مما يخدم المصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية.
وفي الجانب الاقتصادي، أرعبهم خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري، حيث خرجت صحيفة «الشروق» في عدد 07/12/2023 بعنوان مثير: «المشروع الذي لن يرى النور»، مستدلة ببعض «الخبراء» حيث طرحت «استحالة العثور على تمويل مشروع عملاق من هذا الحجم، وعدم وجود من سيشتري عقود هذا الغاز لمدة 20 سنة القادمة، زيادة على الصعوبات الفنية في الإنجاز ووجود تنافسية في مجال الغاز المسال، علما» – تقول الصحيفة- «أن نيجيريا تعاني من تراجع إنتاجها بشكل حاد»، مذكرة في الأخير بأن هذا المشروع «لم يخضع للمعايير الفنية والمالية والتقييمات والاعتبارات البيئية المناسبة»، خاتمة مقالها كالتالي: «وهو ما يجعل من خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب مشروعا غير قابل للتطبيق».
إن المغرب أيها الكراغلة قد قدم دراسة للجدوى لهذا المشروع بناء على دراسات دقيقة ومعمقة بواسطة خبراء دوليين بتواصل وتنسيق دائم مع الجانب النيجيري والعديد من الأطراف الدولية، التي نوهت بهذا المشروع العملاق وأعلنت عزمها المشاركة في إنجازه، والدليل الساطع هو إعلان أعلى سلطة بدولة الإمارات العربية المتحدة الاستثمار في هذا المشروع.
والمغرب لعلمكم يقدم للسوق الإفريقية الواعدة تجربته ونموذجه الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي،كما أن الرؤية المغربية لإفريقيا تقوم على إرساء البعد التضامني مع الدول الإفريقية التي يمكن أن تصنع نفسها بنفسها، وذلك بفضل استقرار المغرب السياسي والأمني والاقتصادي، وبفضل التوجه السديد لملك البلاد الذي يراهن على أن تشكل الصحراء المغربية صلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي. وفي هذا الإطار، نتحدث عن مشروع خط الغاز نيجيريا-المغرب، الذي يهدف إلى الاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك وتشجيع دينامية التنمية على الساحل الأطلسي، إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوربية بالطاقة. إنه أكبر من مشروع ثنائي، وهو لدول غرب إفريقيا كلها ضمن رؤية بعيدة المدى ترسيخا لدور المغرب الحضاري والتاريخي.
ولتبرير الاستثمار الأحادي في منجم غار اجبيلات، خرجت صحيفة «الخبر»، في عدد 8 دجنبر 2023، تبرر وتؤكد أن «هذا التوجه يسعى إلى تعزيز السيادة الوطنية على الثروات التي حباها بها الخالق»، (ومن المعلوم أن فرنسا هي صاحبة هذه النعمة / النقمة، حين سطت على هذه الأرض المغربية وضمتها إلى مقاطعة الجزائر الفرنسية).
لقد انبرت الجريدة في سرد الأكاذيب ومغالطة التاريخ، حين ادعت أن «هذه الأرض قد ارتوت بدماء الشهداء إبان ثورة التحرير المجيدة، وأن هذا الحدث الاقتصادي الهام حرك مشاعر العداء والمؤامرات في المنطقة. وظهر ذلك جليا من خلال الاستقواء بأطراف معادية همها الوحيد تحقيق أطماع توسعية والاستحواذ على ثروات الشعوب الأخرى».
يمكنكم أن تكذبوا على أنفسكم أيها الكراغلة مادام هذا ديدنكم، لكن لتعلموا أن شروعكم الانفرادي في استغلال الحديد بغار اجبيلات يسائل الجانب القانوني للإخلال بالمعاهدات الدولية في ظل سريان اتفاق الاستغلال المشترك مع المملكة المغربية منذ 1972 في إطار اتفاق مشترك تسري مدته لـ60 عاما وهو ما تؤكده الوثيقة التي نشرتها الجريدة الرسمية الجزائرية قبل خمسين سنة مرفوقة بأمر يحمل توقيع هواري بومدين تحت رقم 73-21 بتاريخ 17 ماي 1973 والتي نشرت بالجريدة الرسمية الجزائرية عدد 84 السنة العاشرة في 15 يونيو 1973، وتنص على تأسيس شركة جزائرية مغربية لاستثمار منجم غار اجبيلات، ويشار إليها باسم الشركة الجزائرية المغربية، وهذه الاتفاقية الدولية تحمل اسم «المعاهدةالجزائرية المغربية المتعلقة بخط الحدود القائمة بين الدولة المغربية والدولة الجزائرية»، والقانون الدولي يؤكد طبقا للمادة 60 من اتفاقية فيينا أنه إذا أخل أحد أو بعض أطراف معاهدة ما بالالتزامات الناشئة عنها أو خالف أحكامها، فإن من حق الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى أن يفسخوا المعاهدة أو يوقفوا العمل بها، مما من شأنه إبطال كل الاتفاقيات السابقة، وبذلك ستصبحون في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي.
لقد أصبح ترويج الإشاعات صناعة جزائرية، حين خرجت جريدة الخبر في عدد 6 دجنبر 2023 بمقال يعاني صاحبه من الاهتزاز النفسي والهلوسات حين بات يصور المملكة الشريفة الدولة الأمة وكأنها «تعيش حالة غليان غير مسبوق» وملصقا التهم والأباطيل بالاستثمارات الإماراتية التي ستشهدها بلادنا.
أخلاقيا أدعو لصاحب المقال بالشفاء والهداية، وأذكره إن بقيت لك ذاكرة أننا لانقف في الطوابير من أجل حفنة عدس أو لتر حليب وماء كما يعيش الشعب المغلوب على أمره. وأخبره بأن المملكة المغربية أرض أمن وسلام واستقرار بفضل السياسة الحكيمة لملك البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية الباسلة. أما العلاقة بين المغرب والإمارات فهي تتطور وتتجدد باستمرار على كافة الأصعدة، وهي تتسم بالشمول والتنوع والعمق، وستساهم في إطلاق أوراش اقتصادية كبرى في الصحراء المغربية .
لقد أصبحتم يا كراغلة ترقصون رقصة الديك المذبوح، وبتم توجهون الاتهامات يمينا وشمالا لم يسلم منها حتى حلفاؤكم، وهذا ما لاحظناه في مقال لجريدة أوراس في عددها لـ24 غشت 2023 بعنوان: «الجزائر خارج بريكس لأسباب سياسية أم اقتصادية؟».
في هذا المقال لازمة اعتدنا عليها وأسطوانة مشروخة في إعلام التضليل الجزائري وهي «الكولسة» التي بنظرهم سبب إقصاء الجزائر من المونديال ونفاذ البطاطس والعدس من الأسواق واشتعال الحرائق وعدم الظفر بمسابقة ملكة الجمال وسرقة الزليج والجماجم وإخراج الجزائر من حسابات بريكس، لقد أشار صاحب المقال على لسان أحد «الخبراء» إلى أن «دولا تم قبولها رغم أنها تعاني من المجاعة مثل إثيوبيا ذات الاقتصاد الضعيف، والأرجنتين التي لديها مديونية كبيرة وإيران التي تعاني من عقوبات دولية، إلى جانب دول تمتلك مديونية ضخمة وأخرى تملك عملة وطنية منهارة».
لقد أطلقتم الاتهامات في كل الاتجاهات، ولم تسلم منها حتى القوة العظمى في العالم وذلك في مقال بصحيفة «الخبر» عدد 7 دجنبر 2023 بعنوان: «أمريكا تدمر وتقتل وتبيد لكن لاتنتصر»، حيث تحدث صاحب المقال عن «المسيرة الدموية للدولة التي تقول إنها تقود العالم الحر»، وأكد كذلك في المقال نفسه أن «عقيدة الولايات المتحدة بنيت على سفك الدماء ».
أيها الكراغلة كفاكم حمقا وتهورا وسعارا.. ضمدوا جراحكم وكفوا عن الصراخ. إنكم تدفعون بالأشقاء إلى الجحيم… فمن يزرع الريح يجني العاصفة.
الدكتور محمد بنطلحة الدكالي