الدار البيضاء…إطلاق أول ماستر في الصحافة الثقافية

وطني24 / هاجر كريم العلوي 

في خطوة رائدة تسعى إلى مواكبة التحولات الثقافية والإعلامية المتسارعة، أعلنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق  بمدينة الدار البيضاء عن إطلاق برنامج للماستر في الصحافة الثقافية، الذي يُعد الأول من نوعه على المستوى الوطني. يهدف هذا البرنامج إلى سد الفجوة بين الإعلام والثقافة، وتكوين صحفيين متخصصين قادرين على مواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.

ولا يقتصر هذا الماستر على تعزيز المهارات المهنية والمعرفية للطلبة فقط، بل يعمل أيضاً على تمكينهم من الجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، حيث يُعِدهم للتعامل مع مختلف أنواع العمل الإعلامي سواء في الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية أو الرقمية.

وفيما يتعلق بالأهداف، يسعى هذا البرنامج إلى تكوين جيل جديد من الصحفيين الثقافيين المحترفين، والمساهمة في تطوير قطاع الإعلام الثقافي بالمغرب، إضافة إلى تمكين الطلبة من اكتساب مهارات الكتابة والتحليل النقدي للأعمال الثقافية وتعزيز معرفتهم بالقطاعات الثقافية والإبداعية من الجانبين الفني والاقتصادي.

ومن ناحية أخرى، يتميز محتوى التكوين بشموليته وتنوعه، حيث يشمل دراسة الحركات الفنية الكبرى كالأدب والموسيقى والسينما والفنون التشكيلية، إلى جانب تعلم تقنيات الكتابة النقدية والتحرير الثقافي، وإنجاز تقارير وتحقيقات حول القضايا الثقافية، فضلاً عن فهم سياسات الثقافة الوطنية والدولية وتأثير العولمة على الإنتاج الثقافي، مع اكتساب مهارات إدارة المحتوى الثقافي عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تطبيق منهجيات البحث العلمي لإنتاج أعمال تحليلية تسهم في النقاش الأكاديمي.

وفيما يخص آفاق العمل، فإن هذا الماستر يفتح فرصاً مهنية واسعة تشمل العمل كصحفيين في الجرائد والمجلات الثقافية، أو منتجي برامج ثقافية في الإذاعة والتلفزيون، أو مسؤولين عن التواصل والعلاقات العامة في المؤسسات الثقافية والفنية، علاوة على إمكانية العمل كاستشاريين أو باحثين في مجال الإعلام الثقافي.

ومن جهة أخرى، فإن شروط الالتحاق بالماستر تتطلب الحصول على إجازة في الصحافة أو الإعلام أو في أحد المجالات ذات الصلة كالأدب والعلوم الاجتماعية والفنون، مع إتقان اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وتوفر مشروع مهني واضح ينسجم مع أهداف البرنامج.

بهذا، يُعد ماستر الصحافة الثقافية مبادرة نوعية تعكس رؤية كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق في المساهمة بإثراء المشهد الإعلامي والثقافي الوطني، من خلال تخريج نخبة من الإعلاميين القادرين على تمثيل الثقافة المغربية وتسليط الضوء على إبداعاتها في المحافل الوطنية والدولية.

وخلال لقاء خص به موقعنا، أكد رئيس المسلك، البروفيسور حسن حبيبي، أن هذا البرنامج يسعى إلى تقديم تكوين عالي الجودة يستجيب لاحتياجات السوق، ويؤسس لجيل جديد من الصحفيين الثقافيين يجمعون بين الموهبة والمعرفة والاحترافية، مما يجعل هذا الماستر فرصة ذهبية للراغبين في التخصص بمجال يجمع بين شغف الثقافة ومتعة العمل الإعلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Managed by Immediate Bitwave