أكدت حنان رحاب، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية المكلفة بالحريات، على ضرورة تنظيم قطاع المراسلين الصحافيين، مشددة على أهمية هذه الخطوة لحماية حقوق العاملين في هذا المجال وضمان تعزيز أخلاقيات المهنة الصحافية.
وأوضحت رحاب، في تدوينة لها بموقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، أن المراسلين الصحافيين لعبوا دورًا محوريًا في تاريخ الصحافة المغربية، خاصة خلال الحقبة التي هيمنت فيها الصحافة الورقية والإذاعة، حيث كانت الإمكانيات المحدودة تحول دون قدرة المؤسسات الإعلامية على تغطية كافة مناطق البلاد.
وأشارت إلى أن العديد من المراسلين، آنذاك، كانوا يعملون بشكل تطوعي، من بينهم طلبة وأساتذة وموظفون، وخصوصًا في الصحافة الحزبية، حيث كانوا يقدمون خدماتهم دون مقابل مادي أو بتعويضات رمزية للغاية.
وتطرقت رحاب إلى الوضع الراهن للمراسلين، مبرزة أن العديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية لا تزال تعتمد عليهم بشكل كبير، لاسيما في المناطق النائية.
لكنها نبهت إلى أن معظم هؤلاء المراسلين يشتغلون بدون عقود عمل رسمية، ويتم تزويدهم فقط بتكليف أو معدات بسيطة، ويحصلون على تعويضات متواضعة وغير منتظمة.
في المقابل، أشارت رحاب إلى وجود ممارسات سلبية من طرف بعض المراسلين، الذين يستغلون صفتهم الصحافية للقيام بممارسات غير مهنية، من بينها الابتزاز، مما يسيء إلى صورة الصحافة الوطنية.
وأكدت أن هذه الحالات، رغم كونها معزولة، إلا أنها تؤثر سلبًا على سمعة المهنة وتثير جدلاً واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصًا عندما تحمل هذه التصرفات طابعًا علنيًا.
واعتبرت رحاب أن تنظيم قطاع المراسلين الصحافيين ضرورة ملحة، لما له من دور في توفير إطار قانوني يحمي حقوقهم ويضمن التزامهم بأخلاقيات المهنة.
كما أن هذا التنظيم سيجنب المؤسسات الإعلامية الوقوع في نزاعات قانونية مع المراسلين، سواء بسبب إنهاء خدماتهم لأسباب مالية أو مهنية، أو بسبب تورطهم في ممارسات تتعارض مع أخلاقيات المهنة.
وختمت حنان رحاب دعوتها بالتأكيد على دعم كل مبادرة تسعى إلى إنصاف وتنظيم فئة المراسلين الصحافيين والصحافيات، معتبرة أن هذا الملف يتطلب معالجة شاملة تراعي الأبعاد المهنية والأخلاقية والقانونية والإنسانية.