حذر عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، من ظاهرتين خطيرتين باتتا تهيمنان على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل عجز القوانين عن كبحهما.
واعتبر الشرقاوي أن هذه الظواهر تمثل تهديدًا مباشرًا لقيم المجتمع واستقرار المؤسسات.
الظاهرة الأولى، التي أطلق عليها اسم “البيتبولات الافتراضية”، تتجلى في انتشار صفحات وحسابات وهمية على منصات التواصل مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك، والتي قال إنها تُستخدم كأدوات لشن هجمات شخصية منظمة ضد الأفراد والمؤسسات، مشيرًا إلى أن هذه الحسابات تعمل على نشر الاتهامات والتشويه والتحريض دون اعتبار للضرر الاجتماعي.
وأضاف الشرقاوي أن هذه الحسابات “مدربة” وتستهدف نشر الفوضى وتشويه سمعة الآخرين لتحقيق مكاسب مالية عبر الإعلانات، أو تنفيذ أجندات عدائية تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
أما الظاهرة الثانية، فأطلق عليها الشرقاوي اسم “التسول الإلكتروني”، حيث أشار إلى أن مواقع التواصل أصبحت منصات لطلب التبرعات والصدقات دون أي رقابة قانونية.
وأوضح أن بعض المستخدمين يستغلون ضعف الإشراف القانوني للتحايل على المتابعين عبر تقديم تقارير طبية مزيفة أو فواتير مالية لجمع المال بطرق لا تستند إلى الشفافية.
وشدد عمر الشرقاوي، عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على أن الأخطر من ذلك هو استغلال بعض هؤلاء الأطفال الأبرياء في حملات الاستجداء، مما يعرضهم لانتهاكات أخلاقية ويجعلهم وسيلة لجمع المال بشكل غير مشروع.
وفي ختام حديثه، أكد الشرقاوي أن هذه الظواهر باتت تهدد القيم الأساسية وتضعف من هيبة القانون، داعيًا إلى ضرورة تفعيل القوانين وتكثيف الرقابة على مواقع التواصل للحد من هذه السلوكيات التي قد تؤدي إلى “خراب قيمي واجتماعي”، على حد تعبيره.