الحسن لحويدك:”ذكرى إسترجاع وادي الذهب في ظل المكاسب والتحديات والآفاق”

من حسن الطالع أن تتزامن هذه السنة،  الذكرى 40 لاسترجاع إقليم وادي الذهب المجاهد ، مع الذكرى العشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين.

حدثان وطنيان بارزان في تاريخ المغرب، تقتضي لحظتهما التاريخية الراهنة، استحضارهما في المسار الوطني، سواء من خلال المكاسب ورصيد المنجزات المحققة على كافة الأصعدة، إن على المستوى الوحدوي أو التنموي، عمت كل مناطق المغرب ، والأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص ،  أو على صعيد التحديات  التي تتطلبها المرحلة، للمضي قدما في مسيرة إصلاح مسلسل بناء المغرب القوي، المتقدم، المتضامن والمتماسك.

ولعل هذه الرهانات، تتطلب أولا وقبل كل شيء ، تعبئة جماعية، ونقدا ذاتيا من لدن كل الفعاليات الوطنية، في هذا الوقت بالذات، لتحصين هذه المكتسبات، و تكثيف الجهود لمواصلة العمل من اجل الانخراط الفعلي،  في تحقيق سبل العيش الكريم، والتنمية المنصفة، وتجويد كافة الخدمات المقدمة للمواطنين ، والحرص على خدمة مصالح الوطن،  على المستويات الدولية، و في المحيطين الإقليمي والقاري، والتعريف بمؤهلات المغرب الاقتصادية ورأسماله اللامادي، قصد جلب الاستثمار الذي يحفز على إقلاع المشاريع التمنوية، و الانكباب على هيكلة القطاعات الإنتاجية والخدماتية،  التي يجب ان تنعكس وتتجسد على مستوى القطاعات الأساسية، كالتعليم والصحة والتشغيل، التي هي في حاجة ماسة للمزيد من العناية والاهتمام خدمة للعنصر البشري،  ليكون في صلب النموذج التنموي الجديد المأمول إنزاله، قصد التأقلم مع انتظارات المواطنين وتلبية حاجياتهم .

تحديات، يجب ان تكون في ضوء معالم المرحلة المقبلة، في إطار مهام وتطلعات اللجنة الخاصة الموكول لها صياغة خطة استراتيجية جديدة بديلة وفاصلة ، تتميز بالوضوح والموضوعية، والنظرة النقدية الفعلية، لتجد ترجمتها الواقعية، من اجل إرساء عدالة اجتماعية وحكامة جيدة، الامر الذي لن يتأتى إلا بتوفير كفاءات ونخب جديدة حقيقية ، قادرة على تولي مسؤولية التدبير، للتعامل مع مجموعة من القضايا التي تقتضيها المرحلة الراهنة، لاستكمال مسيرة الإصلاحات في ظل الاستقرار الذي ينعم به المغرب.

وفي غمرة  الاحتفالات المخلدة لذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب، إلى حظيرة الوطن الأم، لابد من استحضار هذه المحطة البارزة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية، والافتخار بهذا المسار التنموي المتواصل ، وتثمين منجزات النقلة النوعية في مسيرة التنمية المحققة على مدى أربعين سنة في هذه الربوع الغالية من الوطن، لربط استحضار سياقاتها، إزاء التحديات المطروحة وطنيا ودوليا ، تفاعلا وانسجاما مع التوجيهات الملكية التي تضمنها خطاب العرش، في إطار الدينامية التي أطلقها جلالة الملك من أجل نموذح تنموي متجدد ، الذي من بين ما ركز عليه ، علاوة على هذه التحديات ، قضية الوحدة الترابية والوطنية، التي يجب أن تكون متصدرة في إطار من التعبئة الشاملة لصيانتها، في انتظار التسوية النهائية لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء،  الذي طال أمده، على أساس الرعاية الحصرية للأمم المتحدة ، وفي إطار المبادرة المقدامة للحكم الذاتي،  تحت السيادة المغربية،  التي استحسنها المنتظم الدولي ، بما في ذلك مجلس الامن نفسه.

و الجدير بالذكر في هذا السياق، أنه سعيا لطي الملف المصطنع حول مغربية الصحراء الذي عمر طويلا،  وعطل فرص التنمية المغاربية المتكاملة،  بسبب موقف النظام الجزائري، المأمول فيه اكثر من أي وقت مضى، في هذه اللحظة التارخية، ان يرجع إلى جادة الصواب، وتنخرط الشقيقة الجزائر بحسن نية في تسويته،  من اجل بناء وحدة مغاربية مندمجة ومتكاملة، تتوق إلى تحقيق التنمية المستديمة لشعوبها الخمس، وهو ما من شانه، ان يرسي تكتلا مغاربيا اقتصاديا، للتغلب على مجموعة من التحديات.

الحسن لحويدك:فاعل جمعوي بجهة الداخلة وادي الذهب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:

Managed by Immediate Bitwave